غزة – العهد - قال دياب اللوح مُفوض العلاقات الوطنية و القيادي في حركة فتح , إن مسألة تشكيل حكومة الكفاءات الفلسطينية أصبحت تُمثل العقدة التي تقف في طريق تنفيذ بنود اتفاق المصالحة الفلسطينية , مؤكداً أن إنجاز الحكومة سوف يعقبه المباشرة الفورية في تنفيذ بقية البنود التي تضمنها الاتفاق , معبراً عن تفاؤله في تحقيق المصالحة الفلسطينية .
وأوضح اللوح في لقاء مباشر بثته الليلة الماضية فضائية ' فلسطين اليوم' :' حتى اللحظة نحن في طريقنا لاستكمال التشاور والتوافق على تشكيل حكومة الكفاءات الفلسطينية , اجتماع الثلاثاء الماضي لخص مجمل التشاورات , وتم الاتفاق خلاله على اجتماع يحضره الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي في حركة حماس خالد مشعل , لإتمام التشاور والتوافق حول التشكيلة النهائية لحكومة الكفاءات الفلسطينية المنتظرة , ونستطيع القول أننا ذاهبون للتوافق على الحكومة ' .
مؤكداً أنه:' قد تم الاتفاق بين حركتي فتح وحماس على خريطة الأسماء المرشحة لهذه الحكومة بمن فيهم رئيس الوزراء , وسيتم حسم الأمور بالنسبة لتلك الأسماء في الاجتماع المنتظر بالقاهرة الثلاثاء المقبل' .
ولم ينكر القيادي بحركة فتح, بطء سير عملية تنفيذ اتفاق المصالحة لكنه في الوقت ذاته أكد أن ذلك يأتي ضمن السياق الزمني الطبيعي لتشكيل الحكومات .
معللاً بالقول:' تشكيل أي حكومة بحاجة إلى وقت و مشاورات حتى تخرج بشكل يلبي حاجة وتطلعات المجتمع الفلسطيني و من الطبيعي أن يكون هناك خلاف بين حركتي فتح وحماس وبقية الفصائل '.
مستدركاً :' لكننا ذاهبون إلى توافق , وعلى وشك استكمال التشاور , ولعل التأخير يأتي بخير ويكون تشكيل الحكومة بداية لإعادة ترتيب كل الملفات التي خلفها الانقسام على مدار أربع سنوات ماضية'وترتيب البيت الفلسطيني على كافة المستويات وإعادة إعمار قطاع غزة .
وتابع القول:' تم الاتفاق ومنذ الاجتماع الأول في 16/5 على تشكيل حكومة الكفاءات , وتفعيل الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية بعد أسبوع من الإعلان على تشكيل حكومة الكفاءات , و إصدار مرسوم رئاسي بعقد جلسة طارئة للتشريعي بعد الإعلان عن تشكيل الحكومة بأسبوعين , وتشكيل كل اللجان المختصة بملفات المصالحة , إضافة إلى تشكيل لجنة الانتخابات' ومحكمة الانتخابات واللجنة الأمنية العليا .
موضحاً أن آلية تنفيذ ما تم الاتفاق عليه ستتم على التوازي وليس على التوالي لانجاز كل الملفات بأقصى سرعة ممكنة .
وفيما يتعلق بملف المعتقلين في الضفة والقطاع أعلن اللوح حدوث تقدم ملموس على هذا الصعيد, مؤكداً أن هناك اتفاق بين الحركتين على ضرورة إنهاء الملف بشكل نهائي .
و جدد التأكيد على أن حركة فتح تقف بشكل ثابت وصلب ضد الاعتقال السياسي أو الاعتقال على خلفية حرية التعبير وإبداء الرأي , وهي تسعى بشكل جدي لإنهاء هذا الملف بشكل نهائي وكامل ووضع حد لمسألة الاعتقال السياسي .
منوهاً إلى أن:' مشكلة الاعتقالات مزدوجة و لا تقتصر على الضفة فحسب , وإنما هناك معتقلون بغزة ونحن نريد إنهاء هذا الملف ' وتطييب خواطر أهالي المعتقلين .
وأشار إلى تقليص عدد المعتقلين في كل من الضفة والقطاع في أعقاب توقيع اتفاق المصالحة , حيث وصل عدد المعتقلين في الضفة إلى 30 معتقلاً بعد أن كان 200, أما في غزة فقد تم الإفراج عن قرابة 30 معتقلاً من أصل أكثر من 60 معتقلين لدى حماس .
وأعلن اللوح أن الأيام القليلة القادمة ستشهد الإفراج عن عشرات المتعلقين , وما يتبقى سوف تنظر في أمرهم لجنة مشتركة من الحركتين سواء بشكل ثنائي أو برعاية مصرية .
وأرسل رسائل تحمل تطمينات لذويي المتعلقين بقرب التوصل إلى حل لمشكلة أبنائهم .
وأضاف:' هناك عزم وإصرار لوضع العربة على السكة وتشكيل اللجان الخمسة ومن بينها لجنة المتعلقين لإغلاق الملف بشكل نهائي'.
وتعقيباً على الميول التي أبداها الرئيس عباس لتولي الدكتور سلام فياض رئاسة حكومة الكفاءات المنتظرة قال اللوح : ' إن ذلك يتضمن تقديراً عالياً لدور رئيس الوزراء سلام فياض وما قام به خلال المرحلة الماضية '
وأوضح:' نحن ذهبنا إلى طاولة الحوار بخيارات وليس بقرارات ولا اشتراطات , وهناك اتفاق على أن يتم اختيار رئيس الوزراء بالتوافق , وهناك أسماء مرشحة من حركة فتح وأخرى من قبل حركة حماس '.
رافضاً الجزم بأن يكون د. فياض من ضمن الأسماء التي طرحتها حركة فتح لتولي رئاسة الوزراء .
مكتفياًً بالقول :' كل الخيارات مطروحة وما يتم التوافق عليه نلتزم بتنفيذه '.
من جانب آخر أكد اللوح, احترام حركة فتح لكافة الفصائل والقوى الفلسطينية , وحرصها التام على تعميق التشاور بين أقطاب الكل الوطني .
لافتاً إلى أن موضوع تشكيل الحكومة قد تم طرحه في اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واجتماع القوى الوطنية والإسلامية في غزة ورام الله .
وتابع :' جميع الفصائل ذهبت إلى القاهرة وكانت شريكاً في التشاور واطلعت على الورقة المصرية ووقعت على اتفاق المصالحة , لكن التشاور الثنائي بحاجة إلى تخصيص حتى يتم انجاز ملف الحكومة' .
وأضاف: ' نحن لا نتحدث عن حكومة تُمثّل فتح ولا حماس , بل هي حكومة كفاءات فلسطينية لكل الشعب الفلسطيني من شأنها تحمل المسؤوليات والأعباء في المرحلة المقبلة , والخروج من حالة الانقسام , وإعادة إعمار غزة , واستنهاض الوضع الفلسطيني على كافة المستويات'.
وفيما يتعلق بفتح مقرات حركة فتح في غزة, أكد القيادي الفتحاوي أن الملف مطروح على طاولة الحوار والبحث مع حركة حماس , مشيراً إلى أهمية الإسراع في فتح مقرات الحركة وكافة المؤسسات المغلقة في القطاع.
موضحاً:' طرقنا الموضوع بشكل ثنائي مع حركة حماس التي ربطت الموافقة على فتح مقرات فتح بغزة بفتح مقراتها بالضفة, و نحن في طريقنا لتسوية الموضوع في إطار اتفاق المصالحة'.
وفي نهاية اللقاء أثنى اللوح على الدور العربي في تحقيق المصالحة الفلسطينية , مؤكدا ًفي الوقت ذاته:' أننا بحاجة لاستمرار هذا الدور وتطويره لدعم النضال الوطني الفلسطيني' وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
الأربعاء أغسطس 03, 2016 7:19 am من طرف 
